شبكة R3
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةحيّاكأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 #حملة_خيرية 3:9 - ولا طائر يطير بجناحيه!

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Leader
Administration
Administration
Leader

عدد المشاركات : 2962
تاريخ الانضمام : 03/12/2009

#حملة_خيرية 3:9 - ولا طائر يطير بجناحيه! Empty
مُساهمةموضوع: #حملة_خيرية 3:9 - ولا طائر يطير بجناحيه!   #حملة_خيرية 3:9 - ولا طائر يطير بجناحيه! Emptyالإثنين 22 يونيو 2015, 8:01 am

تفسيرنا اليوم من سورة الأنعام، قوله تعالى ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ) من كتاب تفسير المنار للمفسر محمد رشيد رضا

---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم ) .

إن هاتين الآيتين مؤيدتان لما قبلهما ومتممتان له ، فإنه بين في الآيات قبلهما أن الظالمين من مشركي مكة جحدوا بآيات الله جحود عناد لا تكذيب ، وضرب لهم مثل الذين كذبوا الرسل من قبل ولم يهتدوا بما أوتوا من الآيات المقترحة ولا غيرها ، بعد هذا بين في هاتين الآيتين أنواعا من آياته تعالى في أنواع الحيوان ، وأن المكذبين بآيات الله لم يهتدوا بها ، بل ظلوا في ظلمات جهلهم حتى كأنهم لم يروها ولم يسمعوا بها .

وذكر الرازي في وجه النظم ومناسبة الآية الأولى لما قبلها وجهين : ( الأول ) أنه تعالى بين في الآية الأولى أنه لو كان إنزال سائر المعجزات مصلحة لفعلها ولأظهرها ، إلا أنه لما لم يكن إظهارها مصلحة للمكلفين لا جرم ما أظهرها ، وهذا الجواب إنما يتم إذا ثبت أنه تعالى يراعي مصالح المكلفين ، ويتفضل عليهم بذلك ، فبين أن الأمر كذلك ، وقرره بأن قال : ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ) في وصول فضل الله وعنايته ورحمته وإحسانه إليهم ، وذلك كالأمر المشاهد المحسوس ، فإذا كانت آثار عنايته واصلة إلى جميع الحيوانات ، فلو كان في إظهار هذه المعجزات القاهرة مصلحة للمكلفين لفعلها ولأظهرها ، ولامتنع أن يبخل بها ، مع ما ظهر أنه لم يبخل على شيء من الحيوانات بمها ومنافعها ، وذلك يدل على أنه تعالى إنما لم يظهر تلك المعجزات ; [ ص: 326 ] لأن إظهارها يخل بمصالح المكلفين ، فهذا هو وجه النظم والمناسبة بين هذه الآية وبين ما قبلها ، والله أعلم .

( الوجه الثاني في كيفية النظم ) : قال القاضي : إنه تعالى لما قدم ذكر الكفار وبين أنهم يرجعون إلى الله ويحشرون ، بين أيضا بعده بقوله : ( وما من دابة . . . ) في أنهم يحشرون والمقصود بيان أن الحشر والبعث كما هو حاصل في حق الناس فهو أيضا حاصل في حق البهائم . انتهى بنصه .

والقارئ يرى أن الوجه الثاني الذي اعتمده القاضي من كبار مفسري المعتزلة ليس مبنيا على مسألة خاصة بهم ، وأما الوجه الأول الذي اعتمده الرازي من كبار مفسري الأشعرية ومتكلميهم فهو مبني على مذهب المعتزلة وفريق من أهل السنة دون الأشعرية في رعاية مصلحة المكلفين في أحكام الباري تعالى وأفعاله المتعلقة بشئونهم ، والإمام الرازي قد أثبت المصلحة هنا وفي مواضع أخرى ، ولكنه كثيرا ما يردها أو يرد ما بني عليها ، والذي عليه المحققون أن مسألة الصلاح والأصلح ثابتة لا ريب فيها ، وأن الخطأ والضلال إنما هو في قولهم : إن ذلك واجب عليه سبحانه وتعالى ، وليس عندنا نقل صحيح صريح عن المعتزلة في ذلك ، ونقل المخالف لا يعتد به كما قال الفقهاء ، وإنما يقال في كل ما ثبت له من صفات الكمال وما تتعلق به من الأفعال المطردة أنها واجبة له عليه ; لأنه سبحانه هو الأعلى ، فلا يعلوا عليه شيء من شيء ، ومذهب الأشعرية أن مراعاة المصلحة ليس من الكمال الواجب له تعالى ، ويحتجون على ذلك بأمراض الأطفال والبهائم ، وفي هذه الحجة بحث لا محل له هنا ، وقد أشار الرازي بقوله : " ويتفضل عليهم بذلك " إلى أن مراعاة المصلحة تفضل لا يجب اطراده ، فهو مما يجوز في حقه لا مما يجب في حقه تعالى .

وقال أبو السعود في أول تفسير الآية : كلام مستأنف مسوق لبيان كمال قدرته عز وجل وشمول علمه وسعة تدبيره ليكون كالدليل على أنه تعالى قادر على تنزيل الآية ، وإنما لا ينزلها محافظة على الحكم البالغة . انتهى . ونقل الألوسي مثله عن الطبرسي ، وقد أخذه أبو السعود من البيضاوي .

( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ) ( الدابة ) ما يدب على الأرض من الحيوان ، والدب والدبيب المشي الخفيف - زاد بعضهم - مع تقارب الخطو ، و ( الطائر ) كل ذي جناح يسبح في الهواء وجمعه طير ، كراكب وركب و ( الأمم ) جمع أمة ، وهي الجيل أو الجنس من الأحياء ، وهذا أحد معاني اللفظ . وقال الراغب : الأمة كل جماعة يجمعهم أمر ما ؛ إما دين واحد أو زمان واحد أو مكان واحد [ ص: 327 ] سواء كان ذلك الأمر الجامع تسخيرا أو اختيارا ، وجمعها أمم . انتهى . وذكر بعده الآية وكان ينبغي أن يزيد : أو صفات وأفعال واحدة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
#حملة_خيرية 3:9 - ولا طائر يطير بجناحيه!
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة R3 ::  :: ۩ نفحات إيمانية ۩-